بتعمل بحث ومحتاج مساعده ادخل هنا

دورعنصر العمل فى التنمية الاقتصادية

يلعب عنصر العمل دورآ مزدوجآ فى عملية التنمية الاقتصادية . فمن جهه يعتبر هو المستهدف من عملية التنمية , ويستفيد بالتالى من آثارها الإيجابية على مختلف نواحى الحياة , ومن جهه أخرى يعتبر عنصر العمل المورد الرئيسى للإنتاج , تؤدى السياسات الى تشجيع الاستخدام الأمثل لقوة العمل المتاحة حيث الاعتماد على العنصر الأوفر لديها وهو العمل الى زيادة الإنتاج . قد تكون زيادة فرص التوظيف بين الفقراء هو الأسلوب الفعال والأقل تكلفة لزيادة عدالة توزيع الدخل ومشاركتهم فى الحصول على نصيب منه , وتقاس نوعية عنصر العمل المستخدمة فى اللإنتاج بالاعتماد على مقاييس مثل إنتاجية الوحدة من هذا العنصر , ونوعيته , وهى عناصر تختلف من مجتمع لآخر , ومن قطاع لآخر داخل نفس المجتمع . وهناك العديد من القضايا المرتبطة بالنواحى الكمية لدور عنصر العمل فى عملية التنمية الاقتصادية مثل : نمو عرض العمل , وانماط التوظف , وظروف سوق العمل وأساليب قياس عرض العمل واستخداماته .
تسود الدول النامية ظاهرة تركز جزء كبير من قوة العمل فى القطاع الزراعى , وتزداد هذه الظاهرة فى حالة الدول الاكثر فقرآ , وتهبط كلما اتجه متوسط نصيب الفرد من الناتج القومى اللإجمالى فى الارتفاع . حيث يتجه نصيب كل من قطاعى الصناعة والخدمات الى الزيادة لمقابلة النقص فى نصيب الزراعة , والخلاصة أن خصائص عرض العمل , القائم فى الدول النامية تتمثل فى انخفاض الأجور والإنتاجية , واتساع نطاق الفروق بين الأجور , والنمو السريع لعرض العمل , وعدم الاستغلال الكامل للمعروض من العمال .

كيف يؤثر العمل على التنمية ؟ وكيف تؤثر التنمية على العمل ؟
يعد معدل نمو عرض العمل فى الدول النامية فى الوقت الراهن أسرع مما كان عليه الحال عندما بدأت الدول المتقدمة مشوار التنمية الخاص بها فى الماضى حيث تتسم الدول النامية الان بأن عدد السكان الذى يرغب فى العمل يتزايد بأكثر من 2% سنويا , لدرجة يكمن القول معها أن الزيادة فى عدد العمال المحتملين يقارب الزيادة فى السكان , وحيث أن نمو قوة العمل يتسم بفترة أبطأ من النمو السكانى تتراوح بين 15-20 سنة حسب ظروف كل دولة وقونين العمل بها . ومن المعلوم أن النمو السكانى يتسارع فى ظل التحسينات الراهنه فى الحالة الصحية , وانخفاض معدلات وفيات الاطفال , الأمر الذى يقود الى سرعة نمو العمل بعد فترة تتراوح بين 15-20 سنة .
وقد شهدت الفترة 1985-2000 أقصى نمو لقوة العمل فى الدول الأفريقية جنوب الصحراء , حيث قدر معدل نمو العمل فى الدول خلال تلك الفترة بحوالى 2,6% , كما وصلت الى 2,9% فى دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا , فى حين كانت 2,4% فى أمريكا اللاتينية خلال نفس الفترة والى جانب ذلك نجد أن الهبوط فى معدلات المواليد يؤدى الى تخفيض نمو قوة العمل , ولكن بعد 15 سنة أو اكثر . وقد شهدت الدول النامية نمو سريع لقوة العمل خلال الستينات والسبعينات من القرن العشرين ومن المتوقع أن يظل كذلك فى المستقبل.
ومن الحقائق الراسخة كذلك فى هذا الشأن أن الأجور تعد منخفضة بالمقارنة بتلك السائدة فى الدول الصناعية , حيث يتعرض العمال للعقاب غير المباشر فى الدول النامية بسبب نقص عرض الموارد المكملة التى قد ترفع من إنتاجية العمل وتسمح بزيادة الأجور المدفوعة للعمال , وذلك بسبب ندرة الغالبية العظمى من الموارد المكملة فى الدول النامية وبالذات الآلات والمعدات الرأسمالية , والأراضى الصالحة للزراعة , والنقد الأجنبى , والمنظمين , والمهارات الإدارية . ولهذا يكون من السهل علينا تقبل تفسير ظاهرة انخفاض الاجور فى الدول النامية .
ومن الخصائص الشائعة أيضا انتشار ظاهرة عدم الاستغلال الكامل لعرض العمل المتاح , وغالبا مايكون عدم الاستغلال فى صورة بطالة مقنعة اكثر من كونه بطالة منظورة . فالعمال قد يكونو فى عمل فعلا , وقد يعملون فيه لساعات طويلة , ولكن إسهامهم فى الناتج يكون ضئيل . ومن هنا نجد أن إعادة تخصيص الموارد وتحسين كفاءة المؤسسات تعد ضرورة حتمية لزيادة إنتاجية العمل فى الدول النامية وبالتالى زيادة عجلة التنمية.
ومن هنا يمكن تحديد تأثيرعنصر العمل فى عملية التنمية وعلى العكس تأثير التنمية فى عنصرالعمل أيضا . فبزيادة الاستغلال الامثل لعنصر العمل تزداد عجلة التنمية فى نموها كما هو الحال فى الصين , وعلى العكس تماما فى حالة عدم الاستغلال الامثل لعنصر العمل كما هو الحال فى معظم الدول النامية.

اتجهت أنظار العلماء مؤخراً إلى ما يسمي بالهندسة الوراثية أو النبات المعدل جينياً، وهى تقنية استخدمها العلماء لإدخال جين "مورثة" معين في المحصول لتعزيزه بخصائص جديدة ومميزة تجعله مقاوماً لأحد الأمراض الخطيرة التي تصيب البشر.
ويأتي استخدام القمح على قائمة اهتمامات الناس من أجل الحصول على خبز وحلويات ومعجنات أفضل، وقد تمكن علماء البحوث الزراعية والتكنولوجية الحيوية بوزارة الزراعة من تحقيق نصر علمي جديد لمصر فى بحوث القمح، برئاسة العالم الدكتور مجدى مدكور خبير التكنولوجية الحيوية من اكتشاف صنف جديد من القمح المقاوم للأمراض بالتكنولوجيا الحيوية، وأهمها أمراض الصدأ الذي يدمر 50% من محصول القمح سنوياً فى مصر.
ويحقق النوع الجديد من القمح على مستوى الحقول الإرشادية بمحطة بحوث الجميزية بمحافظة الغربية نجاحاً بنسبة 100% فى مقاومة الأمراض بدون استخدام أية مبيدات كيميائية، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وأكد الدكتور أحمد بهى الدين مدير معهد بحوث الهندسة الوراثية التابع لمركز البحوث الزراعية، أن اكتشاف هذا النوع من القمح استمر لمدة ثلاث سنوات لحين تحقيق نتائج إيجابية تم عرضها على السيد أمين أباظة وزير الزراعة الذي أعرب عن إعجابه وارتياحه الشديد، خاصةً وأن محصول القمح يعد محصولاً إستراتيجياً قومياً، وتتطلع الحكومة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي منه محلياً.
وأضاف بهي أن هذا النوع الجديد من القمح يحقق زيادة فى الإنتاجية تقدر بنحو 5 أرادب للفدان الواحد إلى جانب عدم استخدام أى مبيدات نهائياً فى مقاومة الأمراض، مشيراً إلى أن ما يؤكد سلامة هذا النوع على صحة الإنسان أنه يتم إدخال جينات من نفس محصول القمح والشعير والذي يعطي ضمان 100% على سلامة صحة الإنسان.
وأكد الدكتور مصطفى عزب خبير القمح بمحطة بحوث الجميزية، أن هذه الأنواع من القمح تعتبر حائط صد أولى ضد الأمراض الوافدة للمحاصيل وحماية البيئة، موضحاً أن إنتاج صنفي القمح "مصر 1" و"مصر 2" يعطى إنتاجية تقدر بنحو 25 إردباً للفدان مقابل 20 إردباً للأصناف التقليدية.
وقد حقق هذا النوع من القمح نتائج متقدمة، حيث استعانت 7 دول بهذه التجربة المصرية الجديدة للاستفادة منها وزراعة هذه الأصناف فى بلادهم، وهذه الدول هى افغانستان وباكستان والسودان وأوغندا وتونس وتركيا وكينيا، وقد بعثت هذه الدول برقيات شكر لمصر للنتائج التى حققها القمح المصرى فى أراضيهم .
وفي نفس الصدد، تمكن فريق بحثي من المعهد القومي لعلوم الليزر من إنتاج سلالات جديدة من القمح تحمل جيناً مقاوماً للملوحة‏، وذلك عن طريق استخدام آليات شعاع الليزر، مما يعني إمكانية التوسع في إنتاج القمح كمحصول استراتيجي في الأراضي الصحراوية التي تروى بالمياه الجوفية عالية الملوحة.‏
وأشار الباحثون إلى أن مجموعة من شباب الباحثين في المعهد قاموا بتصميم أول آلية مصرية 100% ‏ تستخدم شعاع الليزر المركز ضوئياً ليصبح قطره أقل من الميكرون‏10-6‏ م‏‏ ، وذلك لنقل الجين إلي داخل الخلايا‏،‏ مما يمهد الطريق لآلية علمية متطورة يمكن اللجوء إليها لتحسين السلالات النباتية والحيوانية.
واستخدم الباحثون أيضا نظاماً ميكانيكياً للحركة الآلية من خلية إلي خلية‏ في حدود من‏2-40‏ ميكرون مصغر، وتتناغم هذه الحركة مع انطلاق نبضة الليزر‏، حيث‏ أمكن نقل الجين إلي نحو مليوني خلية في الجنين غير الناضج للقمح‏ "مزارع الأنسجة"‏ في أقل من ساعتين وبنجاح فائق‏‏ مقارنة بأحد أكثر الآليات التي كانت تستخدم من قبل وهي آلية مدفع الجينات‏.‏
وتمثلت نتائج هذه التجربة في نقل الجين المقاوم للملوحة وعمله في الوسط الجديد بكفاءة غير مسبوقة دون الإضرار في التركيب الميكروني المصغر للخلايا من الداخل والخارج ، وعدم حدوث تشوه لشفرة‏ "دي إن إيه" في النبات المنقول له الجين قبل وبعد نقل الجين إليه وانتظام عملية النقل باستخدام آليات زراعة الأنسجة‏.‏
يذكر أن النتائج البحثية لهذه التجربة قد حظيت باهتمام الأوساط العلمية العالمية في الخارج بعد نشرها في مجلة"‏ P.P.S" العالمية‏،‏ واعتبر فريق البحث رائدا في هذا المجال، بينما اعتبر معمل نقل الجينات بالمعهد القومي لعلوم الليزر واحداً من أنجح المعامل في العالم.

كما أعلن أمين أباظة وزير الزراعة المصري عن استنباط نوعاً جديداً من القمح تعطي سنبلته 320 حبة قمح بدلاً من الصنف الذي كان يعطي 280 حبة فقط.
وأشار أمين فريد أبوحديد رئيس مركز بحوث القمح، إلى أن علماء مركز البحوث ومركز بحوث القمح استطاعوا أن ينهضوا بالبحث في إنتاج سنبلة جديدة تعطي 320 حبة بدلاً من 280 لتضرب الرقم القياسي السابق ما سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية إلى 27 أردباً للفدان بدلاً من 22، مما يساعد في خفض الفجوة الغذائية